ميديتريانة - پ. د. سالار باسیرە
إن الإبادة
الجماعية إنما هي جريمة دولية مدونة ضمن بنود قرارات منظمة. إن تأريخ الإنسانية
سجلت فيه العديد مظاهر القتل الجماعي، وأعنفها وأبرزها هي القتل الجماعي ضد الهنود
الحمر واليهود المعروف بالهولوكوست. وإما سياسة الإبادة الجماعية في كردستان، فقد نفذت
من قبل النظام البعثي البائد في العراق.
أنا في
هذا البحث، الذي هو في قسمين، خصصت القسم الأول له لبحث نظري حول موضوع الإبادة الجماعية،
أما القسم الثاني فيه فقد خصصته لعدة مواضيع مختلفة منها إستخدام أدوات الإبادة الجماعية،
وجعل الإبادة الجماعية قضية دولية، ثم الإشارة بأمثلة للإبادة الجماعية ضد بعض الشعوب،
من ضمنها الأكراد واليهود والهنود الحمر.
الإبادة الجماعية في الأصل هي مصطلح
مصدره لاتيني، وهو يستعمل في لغة القانون والسياسة. وموضعا تعتبر جريمة دولية، تأتي
بمعنی القتل الجماعي للشعب، أو الإبادة الجماعية للعرق. "هذا المصطلح في الأساس
متكون من مقطعين: (جینۆ) وهو بمعنی عرق، و(سايد) وهو بمعنی إبادة. وإن المقطعين معا
يأتيان بمعنی إبادة العرق. إن موضوع الإبادة الجماعية لو نظرنا إليه من الناحية
الدولية، فهو في الأساس يأتي بمعنی التطاول علی الأمن العالمي والسلام الداخلي
الدولي والعالمي. لذا فمن الأفضل التعامل مع هذا الموضوع علی مستوی
القانون الدولي. هذا يعني بأن ظاهرة الإبادة الجماعية هي ليست فقط بذاتها مشكلة
سياسية، بل هي مشكلة قانونية أيضا.
في
ضوء ونتيجة الإطلاع علی تقارير المآسي بخصوص الإبادة الجماعية المنفذة من قبل
النظام النازي في ألمانيا، والتي هي منفذة بصورة بشعة جدا ضد اليهود، والمعروفة بالهولوكوست،
فقد قامت منظمة الأمم المتحدة في عام ١٩٤٨ بإصدار قرار بمنع ظاهرة الإبادة
الجماعية، وكذلك إصدار عقوبة بحق منفذي الإبادة الجماعية في بقعة من العالم. وأن
هذا القرار مدون فعليا في قوانين الخاصة بحقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم
المتحدة في ٩ ديسمبر من عام ١٩٤٨ والمصدقة بقرار رقم ٢٦٠ والمعمول به منذ تأريخ ١٢
من جنيواري عام ١٩٥١، ومجموعة من الدول موقعة متأخرا علی هذه الإتفاقية: ألمانيا
في آذار من عام ١٩٥٥، ونمسا في ١٩ آذار من عام ١٩٥٨، وسويسرا في ٧ أيلول من عام
٢٠٠٠. والتعريف الذي أعطاه منظمة الأمم المتحدة بخصوص الإبادة الجماعية، أعطياه
ألمانيا وسويسرا أيضا في قوانينهما الوطنية. ولكن كثير من الدول، رغم توقيعهم علی
تلك الإتفاقية، إلا أنهم لم يلتزموا بها.
لقراة المزيد اضغط هنا