بهروز جعفر
يقول الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في قصيدة "العصافير تموت في الجليل" والتي غناها مارسيل خليفة، يقول: إنني ارتشف القبلة من حد السكاكين" أي ان بإمكاني ارتشاف القبلات عندما يقطعون شفاهي بسكين، في قمة الألم ومن وراء الم السكين وعندما تمسك بعنان مبتغاك، هو ما قيل عنه منذ القدم، ان "السياسة فن". على المحلل او السياسي المحنك ان يعرف ما موجود خلف الجدران، وما موجود خلف السكين! حتى تعرف الى اين تتجه الاحداث؟ ليست الحكمة في سرد احداث الماضي والحاضر، بل ما هو العمل في المستقبل هي المهمة الصعبة، وإلا فإن بمقدور أي سائق تاكسي، في أي بلد، احاطتك بالوضع الحالي وتحليل الأوضاع بشكل جميل.
اطلاق اثني عشر صاروخاً من ايران على الأراضي العراقية وإصابة عدد من الأهداف والادعاء بانها مراكز إسرائيلية، ليست حتى محل تصديق قيادات الجيش والنخبة السياسية الإيرانية. في الحقيقة إنها مرتبطة مباشرة بمسألة الغاز الطبيعي في إقليم كوردستان والتغييرات الأخيرة في خط نقل الغاز وعملية التحول الى الكهرباء في حدود البحر الأبيض المتوسط، في الفكر الاستراتيجي لتلك الدول ان نفط وغاز كركوك وإقليم كوردستان يجب ان تكون في متناول دول البحر الأبيض المتوسط وأوروبا. وهذا هو السبب الرئيس وراء اهتمام فرنسا وإيطاليا واليونان بالعراق وإقليم كوردستان في السنوات الأخيرة.
لم تؤد مفاوضات ايران في فينا ومفاوضاتها مع السعودية الى أي نتيجة وفي العراق لم يستطيعوا ملء الفراغ الذي تركه قاسم سليماني. لقد فشلوا في تحقيق اجندتهم، بل دفعت تلك الاحداث العراق الى ان يتحدث عن انه من الضروري يعتمد على نفسه في المستقبل.
ما تحدثنا عنه سابقاً هو مجرد حقائق والتي يمكن لسائق التاكسي ان يفقهها. ولكن بين كل هذا وذاك يبقى السؤال الأهم هو حول الصواريخ التي اطلقت على أربيل عاصمة إقليم كوردستان الا وهو: هل كانت روسيا وراء الصواريخ التي اطلقت على عاصمة إقليم كوردستان او هل ان ايران اطلقت صواريخها بعلم روسيا؟
حسب قناعتي الشخصية نعم، لأن:
اشهر شركات النفط الإماراتية العاملة في مجال الغاز الطبيعي حققت خلال الأشهر الثلاثة الماضية ربحاً يقدر بـ(٤٥٠٪). ويقدر بان (٨٥٪) من الشركات الفرعية العاملة معها هي شركات تركية وتحقق ارباحاً تقدر بمئات الملايين من الدولارات، هناك شركات تقوم فقط بتصليح وادامة الآلات وتحقق أرباحا بعشرات الملايين من الدولارات ولا يعرف احد حتى اسمائها! هناك اكثر من (٣٠٠) مصفى نفط في إقليم كوردستان وتم دفع مليارات الدولارات لتصميمها وتم استيرادها الى كوردستان ولا احد يعرف حتى اسمائها، والغريب ان الظاهر هي فقط هو اسم الشركة الكوردية وتتعرض للهجوم عليها من الاعلام الكوردي.