بعد تنصيب رئيس وزراء الجديد،
العراق تخطي خطوة نحو مرحلة جديدة، لحد الآن برنامج الكاظمي للشؤون الداخلية و الخارجية
ليس بمعلوم، و لكن على الأرجح يوجد لدى دول الأخرى برامج لهذا المكلف الجديد. شرط أميركا
لتأييد أي رئيس وزراء بما فيهم سيد الكاظمي هو: حل حشد الشعبي بكل فروعه و مسمياته.
و لكن هذا يكون معاكساً بشكل تام لتطلعات الحشد. شرط حشد الشعبي لتأييد الكاظمي هو:
أن لا يتطرق لموضوع حله بأي شكل من الأشكال. بغض النظر عن إجماع البيت الشيعي حول تنصيب
الكاظمي و لكن تعد مهمة صعبة بالنسبة له أن يقوم ترضية أميركا والحشد معاً. هذه العقدة
تعد مؤشر بأن حتى و إن شُكلت الكابينة الجديدة، سوف تكون كابينة مليئة بالمشاكل، وهكذا
لن يستطيع الكاظمي أن يتحمل العبء. في حالة و إن لم يستطع المكلف الجديد تحقيق ما تطلبه
الجانب الأميركي، يزعم بعض الآراء بأن هناك إحتمال أن يقوم البيت الأبيض بالحفاظ على
قواعده فقط من الناحية العسكرية في العراق، و يقوم بإيقاف مساندته للجيش العراقي من
الناحية الاستخباراتية و في مسألة مراقبة تحركات الإرهابيين. هذا القرار الأميركي يعد
خطراً بغض النظر عن أنه يتسبب بإحداث زعزعة في الجانب الأمني يعد مؤثراً في جانب أخر
وهو: في حال إذا ما قررت الولايات المتحدة الأميركية إخلاء بعض قواعدها، منها ' العين
الأسد' على وجه الخصوص التي منها تتم السيطرة على الأنبار ومناطق الغربية في البلاد
بغرض حماية تلك المناطق من بقايا تنظيم داعش الإرهابي. المعطيات تؤشر إلى إعادة ظهور
داعش، التنظيم الذي يعد الآن منقسماً على مجاميع مختلفة. هذا التنظيم استأنف تحركاته
في البقع الصحراوية و المناطق المحاذية للإقليم مرة أُخرى. في حال عدم وجود المراقبة
الأمريكية حينها، يكون تكرار سيناريو الموصل في مناطق أخرى أمرا غير مستبعد.
المساعدة الجوية الأميركية
يعد عاملاً مهماً في موضوع رصد تحركات داعش. لحد هذه اللحظة لا العراق و لا الإقليم
قادران على مجابهة داعش في حال إذا قام الثالث بإعادة تنظيم صفوفه. و في ناحية أخرى
إذا فشل سيد الكاظمي في حل الميليشيات حينها الإرغام الأميركي المتجه بإتجاه فسخ العقود
مع طهران في مسألة استيراد الغاز الطبيعي وبحث العراق لإيجاد بديل آخر لإيران يكون
أمراًم توقعاً. و هذه تكون بمثابة ضربة للميليشيات كما هي تعد ضربة لطهران أيضاً. هذه
الفرضية منبثقة من رأي الذي يتبناه بعض من المسؤولين في الولايات المتحدة بأنه: ليس
من المنطق أن تحافظ الولايات المتحدة على العراق و تراقب الإرهابيين و في النهاية تكون
الميليشيات هي التي تحصد الثمار و علاوة على ذلك تطالب بانسحاب القوات الأميركية في
العراق.أما كرأي مضاد يعتقد؛ بعض خبراء الأميركيين أنه لا يمكن لبلدهم أن يلتهي بموضوع
ضرب الميليشيات ظنةً أنه هذا يمكن أن يخلق فراغ أمني في العراق، و في هكذا حالة تضطر
الولايات المتحدة أن تعود بقوة أكبر و تحاول أن تشكل حكومة قريبة منها كما فعلتها في
٢٠٠٣. المعطيات تشير إلى أنه المكلف شخص غير كفوء و غير قادر على إدارة كل هذه المشاكل
المتراكمة في العراق. كما يزعم عدد من المستشارين الأميركيين أن الكاظمي' كاهن في زي
الأفندي' و ليس لديه أي تجربة سياسية و إنه ليس أكثر من إمعة. المشكلة هي: أولئك الذين
يمارسون السياسة في العراق و في الإقليم ليس لديهم براعة وهم مستمرين في تكرار أخطائهم
السابقة. تلك الأخطاء لديهم نصيب الأسد في خلق عدم الاستقرار، و لهذا السبب يستمر البلاد
في الذهاب نحو الخراب و مزيد من المشاكل، الشعب العراقي يدفع ثمن اختياره لأشخاص غير
كفوءة و عدم قدرته على اختيار أشخاص كفوءة لإدارة شؤونه.