محمد حسن الساعدي
كشف السفير الروسي لدى بغداد ماكسيم كايموف ان الولايات المتحدة بدأت بدراسة مشروع جديد لتدمير العراق بعد فشل مشروعها السابق الذي اطلق عليه "عش الدبابير" والذي يشمل تنظيم داعش الارهابي والتي سعت واشنطن من خلال هذه التنظيمات الى حرق العراق أرضاً وشعباً وإسقاط المدن الواحدة تلو الاخرى، ولولا فتوى الجهاد الكفائي وهمة أبناءه لكنا نعيش الى اليوم سطوة هذا التنظين العالمي لسنين طوال ، ولكن المفاجأة التي حصلت ان المخابرات الامريكية لم تكن تتوقع ان ينتصر العراقيون على هذا التنظيم الارهابي خلال 3سنوات فقط في الوقت الذي كان مخطط له أن يستمر 30 سنو على الاقل ، وان مشروع عش الدبابير الذي اطلقته المخابرات الامريكية (CIA) عام 2014 لم يحقق النتائج المرجوة منه ، وهم بصدد اطلاق عملية جديدة أسمها الرمزي (الربيع الاسود) ؟!!
الأمريكان من جهتهم بدوأ بالحديث عن الانسحاب ووضعوا المهل الزمنية لذلك،ولكن المفاجئ أن هناك أزمة أخرى هي طريقة التعاطي مع الدواعش وخصوصاً في العراق وكيف ستتعامل الحكومة العراقية مع هذا الملف بعد إخراجهم من سوريا،مع وجود الحشد الشعبي الذي يمثل معرقلاً لخطط واشنطن في سوريا والعراق خصوصاً بعد قدرة هذه القوات على التوغل داخل الأراضي السورية لملاحقة جيوب داعش في المنطقة الحدودية العازلة شرق الفرات ، إلى جانب القلق الأمريكي من مستقبلهم في العراق ، وهو ما جعل واشنطن تعيد حساباتها في الانسحاب وجدولته .
التقارير تتحدث عن نية القوات الأمريكية العودة إلى العراق عن طريق اختراع تنظيم جديد على غرار تنظيم داعش ، وهو ما يعد مبرراً قوياً في العودة إلى المنطقة عموماً ، إضافة إلى أهداف أخرى عديدة ، وأن طريقة التعاطي الأمريكي مع هذا التنظيم يوحي بأن الأمر يسير بتنظيم وتخطيط عالي ، ما يعد هدفاً أستراتيجياً في العودة إلى المنطقة ولسنوات قادمة ، وتتحدث التقارير عن محاولة واشنطن حصر المعركة بالجيش العراقي ، وإبعاد أي دور للحشد الشعبي في أي معركة محتملة قادمة، وفتح ممرات آمنة للعصابات الإرهابية،ورفض أي حصار محكم على هذه المجاميع ، وترك الأمر سائباً بدون نهايات،ما يؤثر على حرية تنقل المجاميع الإرهابية في المنطقة ،وحرية التحرك للقيام بعمليات إرهابية في المناطق الآمنة عموماً .
المعركة ستكون شديدة الوطأة ،وربما لن تكون مواجهة عسكرية بقدر ما هي تهديد لمصالح الجانبين في العراق وسوريا،ولكن اللاعب الرئيسي في كل هذه المعادلة سيكون العراق،والذي سيكون مقبلاً على متغيرات كبيرة ومهمة ستضعه في محك مع القوى الغربية ، ما ينبغي على الحكومة الاتحادية والقوى السياسية عموماً أن ترعى الجانب الوطني في موقفها تجاه أي وجود للقوات الأجنبية ، بعيداً عن التجاذبات القومية والمذهبية ، وأن تسعى جاهدة لان يكون العراق بمنأى عن أي تجاذبات سياسية هنا أو هناك ، والسعي الجاد من أجل أن يعود العراق معافياً ويعيد دوره الريادي في المنطقة .